فاتناتَ الـاُعين دًيَزآينٌ

آهِلَآ بّـكمِ زَوِآرنٌآ آلَكرآمِ فُيّ مِنٌتُدُيّآتُ نٌــدُوِحً

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

فاتناتَ الـاُعين دًيَزآينٌ

آهِلَآ بّـكمِ زَوِآرنٌآ آلَكرآمِ فُيّ مِنٌتُدُيّآتُ نٌــدُوِحً

فاتناتَ الـاُعين دًيَزآينٌ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
نٌرحً ـبّـ بّـكمِ آعَ ـضآئنٌآ آلَجَ ـدُدُ فُيّ مِنٌتُدُيّآتُ فاتناتَ الـاُعين ـ وِآهِلَآً وِسًسًـهِلَآً بّـكمِ
آهِلَآ بّـكمِ زَوِآرنٌآ آلَكرآمِ فُيّ مِنٌتُدُيّآتُ فاتناتَ الـاُعين

التبادل الاعلاني


انشاء منتدى مجاني




2 مشترك

    من اشعار نزار قباني

    avatar
    لولي
    عضو مميز
    عضو مميز


    من اشعار نزار قباني Jb12915568671
    الدوله : سعودية
    اوسمتي : من اشعار نزار قباني PgiH1

    عدد المساهمات : 176
    نقاط : 320
    تاريخ التسجيل : 28/10/2012
    العمر : 26
    الموقع : https://faten.forumarabia.com

    من اشعار نزار قباني Empty من اشعار نزار قباني

    مُساهمة  لولي الإثنين ديسمبر 17, 2012 9:22 am

    في المقهى



    جواري اتخذت مقعدها

    كوعاء الورد في اطمئنانها

    وكتاب ضارع في يدها

    يحصد الفضلة من إيمانها

    يثب الفنجان من لهفته

    في يدي ، شوقا إلى فنجانها

    آه من قبعة الشمس التي

    يلهث الصيف على خيطانها

    جولة الضوء على ركبتها

    زلزلت روحي من أركانها

    هي من فنجانها شاربة

    وأنا أشرب من أجفانها

    قصة العينين .. تستعبدني

    من رأى الأنجم في طوفانها

    كلما حدقت فيها ضحكت

    وتعرى الثلج في أسنانها

    شاركيني قهوة الصبح .. ولا

    تدفني نفسك في أشجانها

    إنني جارك يا سيدتي

    والربى تسأل عن جيرانها

    من أنا .. خلي السؤالات أنا

    لوحة تبحث عن ألوانها

    موعدا .. سيدتي! وابتسمت

    وأشارت لي إلى عنوانها..

    وتطلعت فلم ألمح سوى

    طبعة الحمرة في فنجانها



    فم

    في وجهها يدور .. كالبرعم

    بمثله الأحلام لم تحلم

    كلوحة ناجحة .. لونها

    أثار حتى حائط المرسم

    كفكرة .. جناحها أحمر

    كجملة قيلت ولم تفهم

    كنجمة قد ضعيت دربها

    في خصلات الأسود المعتم

    زجاجة للطيب مختومة

    ليت أواني الطيب لم تختم

    من أين يا ربي عصرت الجنى؟

    وكيف فكرت بهذا الفم

    وكيف بالغت بتدويره؟

    وكيف وزعت نقاط الدم؟

    وكيف بالتوليب سورته

    بالورد، بالعناب، بالعندم؟

    وكيف ركزت إلى جنبه

    غمارة .. تهزأ بالأنجم..

    كم سنة .. ضيعت في نحته ؟

    قل لي .. ألم تتعب .. ألم تسأم؟

    منضمة الشفاه .. لا تفصحي

    طفولة نهد 1948



    القبلة الأولى



    عامان .. مرا عليها يا مقلتي

    وعطرها لم يزل يجري على شفتي

    كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها

    ولا يزال شذاها ملء صومعتي

    إذ كان شعرك في كفي زوبعة

    وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي

    قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل

    من الهوى أن تكوني أنت محرقتي

    لما تصالب ثغرانا بدافئة

    لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

    تروي الحكايات أن الثغر معصية

    حمراء .. إنك قد حببت معصيتي

    ويزعم الناس أن الثغر ملعبها

    فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟

    يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها

    شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي

    ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا

    ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..

    ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل

    طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟

    لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة

    يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي

    ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية

    نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت

    تركتني جائع الأعصاب .. منفردا

    أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي.





    الشقيقتان



    قلم الحمرة .. أختاه .. ففي

    شرفات الظن، ميعادي معه

    أين أصباغي.. ومشطي .. والحلي؟

    إن بي وجدا كوجد الزوبعة

    ناوليني الثوب من مشجبه

    ومن الديباج هاتي أروعه

    سرحيني .. جمليني .. لوني

    ظفري الشاحب إني مسرعة

    جوربي نار .. فهل أنقذته؟

    من يد موشكة أن تقطعه

    ما كذبت الله .. فيما أدعي

    كاد أن يهجر قلبي موضعة

    رحمة .. يا هند هل أمضى له

    وأنا مبهورة .. ممتقعة ..

    إنه الآن .. إلى موعدنا

    جبهة .. باذخة .. مرتفعة

    ورداء يحصد الشمس .. جوى

    وفم لون الفصول الأربعة

    لا أسميه .. وإن كان اسمه

    نقرة العود .. وبوح المزرعة

    لو سألت الريش من أجفانه

    أتقي البرد به .. لاقتلعه

    ركزي يا هند شغلى .. فعلى

    سحبات الرصد ميعادي معه





    حكاية



    كنت أعدو في غابة اللوز .. لما

    قال عني، أماه، إني حلوة

    وعلى سالفي .. غفا زر ورد

    وقميص تفلتت منه عروة

    قال ما قال .. فالقميص جحيم

    فوق صدري، والثوب يقطر نشوة

    قال لي : مبسمي وريقة توت

    ولقد قال إن صدري ثروة

    وروى لي عن ناهدي حكايا..

    فهما جدولا نبيذ وقهوة

    وهما دورقا رحيق ونور

    وهما ربوة تعانق ربوة..

    أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى

    في عروقي ، وشق للنور كوه

    إن في صوته قرارا رخيما

    وبأحداقه .. بريق النبوة

    جبهة حرة .. كما انسرح النور

    وثغر فيه اعتداد وقسوة

    يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي

    وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة

    ورددت الجفون عنه .. حياء

    وحياء النساء للحب دعوة

    تستحي مقلتي .. ويسأل طهري

    عن شذاه .. كأن للطهر شهوة

    أنت .. لن تنكري على احتراقي

    كلنا .. في مجامر النار نسوه



    حبيبي

    لا تسألوني .. ما اسمه حبيبي

    أخشى عليكم ضوعة الطيوب

    زق العبيد إن حطمتموه

    غرقتم بعاطر سكيب

    والله، لو بحت بأي حرف

    تكدس الليلك في الدروب

    لا تبحثوا عنه هنا بصدري

    تركته يجري مع الغروب

    ترونه في ضحكة السواقي

    في رفة الفراشة اللعوب

    في البحر ، في تنفس المراعي

    وفي غناء كل عندليب

    في أدمع الشتاء حين يبكي

    وفي عطاء الديمة السكوب

    لا تسألوا عن ثغره .. فهلا

    رأيتم أناقة المغيب

    ومقلتاه شاطئا نقاء

    وخصره تهزهز القضيب

    محاسن .. لا ضمها كتاب

    ولا ادعتها ريشة الأديب

    وصدره ..ونحره .. كفاكم

    فلن أبوح باسمه حبيبي

    قصائد 1956



    عيد ميلادها



    بطاقة من يدها ترتعد

    تفدي اليد

    تقول : عيدي الأحد

    ما عمرها؟

    لو قلت .. غنى في حبيبي العدد

    إحدى ثوانيه إذا

    أعطت، عصورا تلد

    وبرهة من عمرها

    يكمن فيها .. أبد

    ترى إذا جاء غد

    وانشال تول أسود

    واندفعت حوامل الزهر..

    وطاب المشهد

    ورد..وحلوى ..وأنا

    يأكلني التردد

    بأي شيء أفد

    إذا يهل الأحد

    بخادم ..بباقة؟

    هيهات. لا أقلد

    أليس من يدلني؟

    كيف .. وماذا أقتني؟

    ليومها الملحن

    أحزمة من سوسن؟

    أنجمة مقيمة في موطني؟

    أهدي لها

    الله .. ما أقلها؟ ..

    من ينتقي؟

    لي من كروم المشرق

    من قمر محترق

    حقا غريب العبق

    آنية مسحورة خالقها لم يخلق..

    أحملها ..غدا لها

    الله ..ما أقلها

    لو بيدي الفرقد

    والدر والزمرد

    فصلتها جميعها

    رافعة لنهدها

    ومحبسا لزندها

    هدية صغيرة .. تحمل نفسي كلها

    لعلها

    إذا أنا حملتها

    غدا لها

    ستسعد

    يا مرتجي .. يا أحد ..





    رسائل لم تكتب لها ..



    مزقيها..

    كتبي الفارغة الجوفاء إن تستلميها..

    والعنيني .. والعنيها

    كاذبا كنت .. وحبي لك دعوى أدعيها

    إنني أكتب للهو.. فلا تعتقدي ما جاء فيها

    فأنا - كاتبها المهووس - لا أذكره

    ما جاء فيها ..

    اقذفيها ..

    اقذفي تلك الرسالات .. بسل المهملات

    واحذري..

    أن تقعي في الشرك المخبوء بين الكلمات

    فأنا نفسي لا أدرك معنى كلماتي

    فكري تغلي..

    ولا بد لطوفان ظنوني من قناة

    أرسم الحرف

    كما يمشي مريض في سبات

    فإذا سودت في الليل تلال الصفحات

    فلأن الحرف، هذا الحرف جزء من حياتي

    ولأني رحلة سوداء في موج الدواة

    أتلفيها ..

    وادفني كل رسالاتي بأحشاء الوقود

    واحذري أن تخطئي..

    أن تقرئي يوما بريدي

    فأنا نفسي لا أذكر ما يحوي بريدي!..

    وكتاباتي،

    وأفكاري،

    وزعمي،

    ووعودي،

    لم تكن شيئا ، فحبي لك جزء من شرودي

    فأنا أكتب كالسكران

    لا أدري اتجاهي وحدودي

    أتلهي بك، بالكلمة ، تمتص وريدي

    فحياتي كلها..

    شوق إلى حرف جديد

    ووجود الحرف من أبسط حاجات وجودي

    هل عرفت الآن ما معنى بريدي؟

    حبيبتي 1961

    شؤون صغيرة

    تمر بها أنت .. دون التفات

    تساوي لدي حياتي

    جميع حياتي..

    حوادث .. قد لا تثير اهتمامك

    أعمر منها قصور

    وأحيا عليها شهور

    وأغزل منها حكايا كثيرة

    وألف سماء..

    وألف جزيرة..

    شؤون ..

    شؤونك تلك الصغيرة

    فحين تدخن أجثو أمامك

    كقطتك الطيبة

    وكلي أمان

    ألاحق مزهوة معجبة

    خيوط الدخان

    توزعها في زوايا المكان

    دوائر.. دوائر

    وترحل في آخر الليل عني

    كنجم، كطيب مهاجر

    وتتركني يا صديق حياتي

    لرائحة التبغ والذكريات

    وأبقي أنا ..

    في صقيع انفرادي

    وزادي أنا .. كل زادي

    حطام السجائر

    وصحن .. يضم رمادا

    يضم رمادي..

    ***

    وحين أكون مريضة

    وتحمل أزهارك الغالية

    صديقي.. إلي

    وتجعل بين يديك يدي

    يعود لي اللون والعافية

    وتلتصق الشمس في وجنتي

    وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة

    وأنت ترد غطائي علي

    وتجعل رأسي فوق الوسادة..

    تمنيت كل التمني

    صديقي .. لو أني

    أظل .. أظل عليلة

    لتسأل عني

    لتحمل لي كل يوم

    ورودا جميلة..

    وإن رن في بيتنا الهاتف

    إليه أطير

    أنا .. يا صديقي الأثير

    بفرحة طفل صغير

    بشوق سنونوة شاردة

    وأحتضن الآلة الجامدة

    وأعصر أسلاكها الباردة

    وأنتظر الصوت ..

    صوتك يهمي علي

    دفيئا .. مليئا .. قوي

    كصوت نبي

    كصوت وارتطام النجوم

    كصوت سقوط الحلي

    وأبكي .. وأبكي ..

    لأنك فكرت في

    لأنك من شرفات الغيوب

    هتفت إلي..

    ***

    ويوم أجيء إليك

    لكي أستعير كتاب

    لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب

    تمد أصابعك المتعبة

    إلى المكتبة..

    وأبقي أنا .. في ضباب الضباب

    كأني سؤال بغير جواب..

    أحدق فيك وفي المكتبة

    كما تفعل القطة الطيبة

    تراك اكتشفت؟

    تراك عرفت؟

    بأني جئت لغير الكتاب

    وأني لست سوى كاذبة

    .. وأمضى سريعا إلى مخدعي

    أضم الكتاب إلى أضلعي

    كأني حملت الوجود معي

    وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور

    وأنبش بين السطور .. وخلف السطور

    وأعدو وراء الفواصل .. أعدو

    وراء نقاط تدور

    ورأسي يدور ..

    كأني عصفورة جائعة

    تفتش عن فضلات البذور

    لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير

    تركت بإحدى الزوايا ..

    عبارة حب قصيرة ..

    جنينة شوق صغيرة

    لعلك بين الصحائف خبأت شيا

    سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..

    ***

    وحين نكون معا في الطريق

    وتأخذ - من غير قصد - ذراعي

    أحسن أنا يا صديق ..

    بشيء عميق

    بشيء يشابه طعم الحريق

    على مرفقي ..

    وأرفع كفي نحو السماء

    لتجعل دربي بغير انتهاء

    وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع

    لكي يستمر ضياعي

    وحين أعود مساء إلى غرفتي

    وأنزع عن كتفي الرداء

    أحس - وما أنت في غرفتي -

    بأن يديك

    تلفان في رحمة مرفقي

    وأبقي لأعبد يا مرهقي

    مكان أصابعك الدافئات

    على كم فستاني الأزرق ..

    وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع

    كأن ذراعي ليست ذراعي..



    لوليتا



    صار عمري خمس عشرة

    صرت أحلى ألف مرة

    صار حبي لك أكبر

    ألف مرة..

    ربما من سنتين

    لم تكن تهتم في وجهي المدور

    كان حسني بين بين ..

    وفساتيني تغطي الركبتين

    كنت آتيك بثوبي المدرسي

    وشريطي القرمزي

    كان يكفيني بأن تهدي إلي

    دمية .. قطعة سكر ..

    لم أكن أطلب أكثر

    وتطور..

    بعد هذا كل شيء

    لم أعد أقنع في قطعة سكر

    ودمي .. تطرحها بين يدي

    صارت اللعبة أخطر

    ألف مرة..

    صرت أنت اللعبة الكبرى لدي

    صرت أحلى لعبة بين يدي

    صار عمري خمس عشره..

    *

    صار عمري خمس عشره

    كل ما في داخلي .. غنى وأزهر

    كل شيء .. صار أخضر

    شفتي خوح .. وياقوت مكسر

    وبصدري ضحكت قبة مرمر

    وينابيع .. وشمس .. وصنوبر

    صارت المرآة لو تلمس نهدي تتخدر

    والذي كان سويا قبل عامين تدور

    فتصور ..

    طفلة الأمس التي كانت على بابك تلعب

    والتي كانت على حضنك تغفو حين تتعب

    أصبحت قطعة جوهر..

    لا تقدر ..

    *

    صار عمري خمس عشره

    صرت أجمل ..

    وستدعوني إلى الرقص .. وأقبل

    سوف ألتف بشال قصبي

    وسأبدوا كالأميرات ببهو عربي..

    أنت بعد اليوم لن تخجل في

    فلقد أصبحت أطول ..

    آه كم صليت كي أصبح أطول..

    إصبعا .. أو إصبعين..

    آه .. كم حاولت أن أظهر أكبر

    سنة أو سنتين ..

    آه .. كم ثرت على وجهي المدور

    وذؤاباتي .. وثوبي المدرسي

    وعلى الحب .. بشكل أبوي

    لا تعاملني بشكل أبوي

    فلقد أصبح عمري خمس عشرة.

    أيظن



    أيظن أني لعبة بيديه؟ أنا لا أفكر في الرجوع إليه

    اليوم عاد كأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه

    ليقول لي : إني رفيقة دربه وبأنني الحي الوحيد لديه

    حمل الزهور إليّ .. كيف أرده وصباي مرسوم على شفتيه

    ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي كيف التجأت أنا إلى زنديه

    خبأت رأسي عنده .. وكأنني طفل أعادوه إلى أبويه

    حتى فساتيني التي أهملتها فرحت به .. رقصت على قدميه

    سامحته .. وسألت عن أخباره وبكيت ساعات على كتفيه

    وبدون أن أدري تركت له يدي لتنام كالعصور بين يديه ..

    ونسيت حقدي كله في لحظة من قال إني قد حقدت عليه؟

    كم قلت إني غير عائدة له ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..





    حقائب البكاء



    إذا أتى الشتاء..

    وحركت رياحه ستائري

    أحس يا صديقتي

    بحاجة إلى البكاء

    على ذراعيك..

    على دفاتري..

    إذا أتى الشتاء

    وانقطعت عندلة العنادل

    وأصبحت ..

    كل العصافير بلا منازل

    يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.

    كأنما الأمطار في السماء

    تهطل يا صديقتي في داخلي..

    عندئذ .. يغمرني

    شوق طفولي إلى البكاء ..

    على حرير شعرك الطويل كالسنابل..

    كمركب أرهقه العياء

    كطائر مهاجر..

    يبحث عن نافذة تضاء

    يبحث عن سقف له ..

    في عتمة الجدائل ..

    *

    إذا أتى الشتاء..

    واغتال ما في الحقل من طيوب..

    وخبأ النجوم في ردائه الكئيب

    يأتي إلى الحزن من مغارة المساء

    يأتي كطفل شاحب غريب

    مبلل الخدين والرداء..

    وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب

    أمنحه السرير .. والغطاء

    أمنحه .. جميع ما يشاء

    *

    من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟

    وكيف جاء؟

    يحمل لي في يده..

    زنابقا رائعة الشحوب

    يحمل لي ..

    حقائب الدموع والبكاء..

    ماذا أقول له؟

    ماذا أقول له لو جاء يسألني..

    إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟

    ماذا أقول : إذا راحت أصابعه

    تلملم الليل عن شعري وترعاه؟

    وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟

    وأن تنام على خصري ذراعاه؟

    غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله

    ونطعم النار أحلى ما كتبناه

    حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟

    وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟

    أما انتهت من سنين قصتي معه؟

    ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟

    أما كسرنا كؤوس الحب من زمن

    فكيف نبكي على كأس كسرناه؟

    رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني

    فكيف أنجو من الأشياء رباه؟

    هنا جريدته في الركن مهملة

    هنا كتاب معا .. كنا قرأناه

    على المقاعد بعض من سجائره

    وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..

    ما لي أحدق في المرآة .. أسألها

    بأي ثوب من الأثواب ألقاه

    أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟

    وكيف أكره من في الجفن سكناه؟

    وكيف أهرب منه؟ إنه قدري

    هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟

    أحبه .. لست أدري ما أحب به

    حتى خطاياه ما عادت خطاياه

    الحب في الأرض . بعض من تخلينا

    لو لم نجده عليها .. لاخترعناه

    ماذا أقول له لو جاء يسألني

    إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..







    خمس رسائل إلى أمي



    1

    صباح الخير .. يا حلوة..

    صباح الخير .. يا قديستي الحلوة..

    مضى عامان يا أمي،

    على الولد الذي أبحر

    برحلته الخرافية..

    وخبأ في حقائبه..

    صباح بلاده الأخضر

    وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر..

    وخبأ في ملابسه

    طرابينا من النعناع والزعتر..

    وليلكة دمشقية..

    2

    أنا وحدي ..

    دخان سجائري يضجر

    ومني مقعدي يضجر

    وأحزاني عصافير، تفتش بعد عن بيدر

    عرفت نساء أوروبا ..

    عرفت عواطف الإسمنت والخشب

    عرفت حضارة التعب..

    وطفت الهند، طفت السند،

    طفت العالم الأصفر..

    ولم أعثر..

    على امرأة تمشط شعري الأشقر

    وتحمل في حقيبتها إلى عرائس السكر

    وتكسوني إذا أعرى

    وتنشلني إذا أعثر

    أيا أمي .. أنا الولد الذي أبحر..

    ولا زالت بخاطره

    تعيش عروسة السكر

    فكيف .. فكيف .. يا أمي

    غدوت أبا .. ولم أكبر؟

    3

    صباح الخير من مدريد..

    ما أخبارها الفلة؟

    بها أوصيك يا أماه

    تلك الطفلة الطفلة..

    فقد كانت أحب حبيبة لأبي.

    يدللها كطفلته..

    ويدعوها إلى فنجان قهوته..

    ويسقيها، ويطعمها

    ويغمرها برحمته..

    ومات أبي ..

    ولا زالت تعيش بحلم عودته

    وتبحث عنه في أرجاء غرفته..

    وتسأل عن عباءته..

    وتسأل عن جريدته..

    وتسأل حين يأتي الصيف عن فيروز عينيه

    لتنثر فوق كفيه ..

    دنانيرا من الذهب..

    4

    سلامات..سلامات..

    إلى بيت سقانا الحب والرحمة..

    إلى أزهارك البيضاء..

    فرحة " ساحة النجمة " ..

    إلى تختي، إلى كتبي،

    إلى أطفال حارتنا..

    وحيطان ملأناها بفوضى من كتابتنا ...

    إلى قطط كسولات

    تنام ع لي مشارقنا..

    وليلكة معرشة على شباك جارتنا..

    مضى عامان.. يا أمي

    ووجه دمشق ..

    عصفور يخربش في جوانحنا

    يعض على ستائرنا..

    وينقرنا ، برفق، من أصابعنا..

    مضى عامان يا أمي ..

    وليل دمشق .. فل دمشق ..

    دور دمشق ..

    تسكن في خواطرنا..

    مآذنها .. تضيء على مراكبنا..

    كأن مآذن الأموي قد زرعت بداخلنا

    كأن مشاتل التفاح تعبق في ضمائرنا

    كأن الضوء والأحجار..

    جاءت كلها معنا..

    5

    أتى أيلول أماه ..

    وجاء الحزن يحمل لي هداياه

    ويترك عند نافذتي..

    مدامعه وشكواه

    أتى أيلول أين دمشق؟

    أين أبي وعيناه؟

    وأين حرير نظرته، وأين عبير قهوته

    سقى الرحمن مثواه..

    وأين رحاب منزلنا الكبير. وأين نعماه؟

    وأين مدراج الشمشير .. تضحك في زواياه؟

    وأين طفولتي فيه ..

    أجرجر ذيل قطته..

    وآكل من عريشته

    وأقطف من " بنفشاه "

    دمشق . دمشق .

    يا شعرا ..

    على حدقات أعيننا كتبناه ..

    ويا طفلا جميلا

    من ضفائره صلبناه

    جثونا عند ركبته

    وذبنا في محبته

    إلى أن في محبتنا قتلناه..

    faten alshehri
    faten alshehri
    Admin


    من اشعار نزار قباني Jb12915568671
    الدوله : سعودية
    اوسمتي : من اشعار نزار قباني 9Ujv1
    عدد المساهمات : 122
    نقاط : 195
    تاريخ التسجيل : 22/10/2012
    العمر : 31
    الموقع : https://faten.forumarabia.com/forum

    من اشعار نزار قباني Empty رد: من اشعار نزار قباني

    مُساهمة  faten alshehri السبت ديسمبر 22, 2012 7:36 am


    موضوع في قمة الخيااال
    طرحت فابدعت
    دمت ودام عطائك
    ودائما بأنتظار جديدك الشيق
    avatar
    لولي
    عضو مميز
    عضو مميز


    من اشعار نزار قباني Jb12915568671
    الدوله : سعودية
    اوسمتي : من اشعار نزار قباني PgiH1

    عدد المساهمات : 176
    نقاط : 320
    تاريخ التسجيل : 28/10/2012
    العمر : 26
    الموقع : https://faten.forumarabia.com

    من اشعار نزار قباني Empty رد: من اشعار نزار قباني

    مُساهمة  لولي الأربعاء ديسمبر 26, 2012 1:18 pm

    يلزمني رايك
    وشكرآ ع المرور sunny

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 6:25 pm